تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٣٣
فاشترى أرضها من رهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد ينزل بالقاطول لطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق.
4 (غضب المعتصم على وزيره الفضل)) وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره، وأخذ منه أموالأ عظيمة تفوق الوصف، حتى قيل أنه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السن، قرية بطريق الموصل.
وولي بعد الوزارة محمد بن عبد الملك الزيات.
4 (عناية المعتصم باقتناء الترك)) واعتنى المعتصم باقتناء الترك، فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنواحي في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويؤذون الناس.
فربما ثار أهل البلد بالتركي فقتلوه عند صدمه للمرأة والشيخ. فعزم المعتصم على التحول من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامراء، وفي مكانها دير عالي لرهبان. فرأى فضاء واسعا جدا وهواء طيبا فاستمرأه، وتصيد ثلاثا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أن ذلك لتأثيرالهواء والتربة والماء. فاشترى من أهل الدير أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسس قصره بالوزيرية التي ينسب إليها التين الوزيري العديم النظير في الحسن.
وجمع عليها الفعلة والصناع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس، واختطت الخطط والدروب، وجدوا في
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»