تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٧٠
قلت: من ولد سعيد. قال: سعيد الشر؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قال: علي بحماد، وهو عامله على مكة. فأقبل بحماد فقال: ويها يا حماد. أوليك أمر قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حمادا ينظر إلي نظر الجمل الصؤول يكاد يأكلني. ثم قال: أثر يا غلام. فأثار الجمازة ومروا يطردونه، ورجعت وأنا أخزى خلق الله، وأخوفه من حماد، وانقمعت في داري. فلما كان جوف الليل أتاني أت وقال: أجب أمير المؤمنين. فودعت والله وداع الميت، وخرجت وبناتي ينتفن شعورهن ويلطمن. فأدخلت عليه، فسلمت، فرد علي وقال: حياك الله يا أبا صفوان. يا غلام، إحمل مع أبي صفوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصببتها بين أيديهن. فوالله ما تم سرورنا حتى طرق الباب أن أجب أمير المؤمنين. قلت: والله بدا له في. فدخلت عليه، فمد يده إلى كتاب كأنه إصبع وقال: إلق حمادا بهذا الكتاب. فأخذته وصرت إلى بناتي فسكنت منهن، ثم أتيت حمادا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقع خروج أمير المؤمنين، وكان يغلس بالفجر، فلما نظر إلي كان يأكلني ببصره. فقلت: أصلح الله الأمير ليفرغ روعك، فقد) جاءك الله بالأمر على ما تحب. فأخذ الكتاب مني، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قال: يا أبا صفوان تدري ما فيهقلت: لا والله. قال: اقرأه. فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، يا حماد لا تنظر إلى أبي
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 » »»