تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٤
وعن فضيل قال: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث، لاخترت أن لا أبعث.
قال أبو الشيخ: نا أبو يحيى الداري، نا محمد بن علي بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أكون كلبا ولا أرى يوم القيامة، لاخترت ذلك.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة وأنس بالناس لم يسلم من الرياء.
وقال الفيض: سمعته يقول: لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجنه لسانه.
قلت: للفضيل ترجمة في تاريخ دمشق وفي الحلية. وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمار قال: توفي الفضيل رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة.
وفيها أرخه يحيى بن المديني، وجماعة.
وعن رجل قال: كنا جلوسا مع فضيل بن عياض، فقلنا له: كم سنك فقال:
* بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر * * علتني السنون فأبلينني * فدق العظم وكل البصر *
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 350 ... » »»