أهل الفسطاط أحدا. وقد رأيته وأنا حدث، فحدثني ابنه إسحاق قال: ما كنت أرى أبي يجلس في البيت على طنفسة. ما كان يجلس إلا على حصير. وكان طويل الحزن. وأحيانا تطيب نفسه فيفرح، فربما جاء الرجل يسأله المسألة فيعلمه ويرجع إلى حاله ويتغير، ويقول: مالي ولهذا.
فنقول له: أفتصرفه فيقول: أو يمل لي وربما جاءه الأحداث يطلبون منه الحديث، فيقول لهم: تعلموا الورع.
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد: أنا محمد بن إسماعيل، أنا محلم بن إسماعيل، أنا الخليل بن أحمد السجزي، نا محمد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت هذه الآية الني بعدها فنسختها، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، خمستهم عن قتيبة، فوافقناهم بعلو درجة.
مات بكر في يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة.)