تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٢٤١
المنصور، وعبد الرحمن بن معاوية.
وكان المنصور إذا ذكر عبد الرحمن قال: ذاك صقر قريش، دخل المغرب وقد قتل قومه، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى تملك.
قال أبو محمد بن حزم: أقام عبد الرحمن في بلاده يدعو بالخلافة لأبي جعفر المنصور أعواما، ثم ترك الخطبة.
وقيل لما توطد ملك عبد الرحمن سارت إليه بنو أمية من كل ناحية، فأكرم موردهم وادبر أرزاقهم، ولم يهجه بنو العباس، ولا هو تعرض لهم، بل قنع بإقليم الأندلس.
قال سعيد بن عثمان اللغوي الذي توفي سنة أربعمائة: كان بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها، ومنها تولدت كل نخلة بالأندلس.
قال: وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن معاوية:
* يا نخل أنت غريبة مثلي * في الغرب نائية عن الأصل * * فابكي، وهل تبكي مكيسة * عجماء، لم تطبع على خيل * * لو أنها تبكي، إذا لبكت * ماء الفرات ومنبت النخل * * لكنها ذهلت وأذهلني * بغضي بني العباس عن أهلي * ومن شعره أيضا:) * أيها الراكب الميمم أرضي * أقر من بعضي السلام لبعضي *
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»