تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣٢٨
وكان من العلماء العاملين النفاعين بحسن مواعظه، وبليغ قصصه. قال الأوزاعي: كان من العبادة على شيء لم نسمع أحدا قوي عليه، كان له كل يوم وليلة ألف ركعة.
وثقه أحمد العجلي، وغيره، وشبهه بعضهم بالحسن البصري، فقال أبو زرعة الدمشقي، كان لأهل الشام مثل الحسن بالعراق، وكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت، حدثني رجل من ولده أنه مات في إمرة هشام بن عبد الملك. وقال عبد الملك بن محمد: ثنا الأوزاعي قال: لم أسمع واعظا قط أبلغ من بلال بن سعد.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: سمعت بلال بن سعد يقول: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن) الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في الجنة والنار.
قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله: ثنا هبة الله بن حسين، أنا ابن النقور، ثنا عيسى بن الجراح، أنبأ أبو بكر بن نحيروز، ثنا محمد بن المثنى، ثنا الوليد بن مسلم، سمعت الأوزاعي، سمعت بلال بن سعد يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت.
وقال ابن عساكر: كان بلال بن سعد إمام الجامع بدمشق، وقال
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»