تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٨٠
وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى: ثنا أبي، عن أبيه قال: جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر، ثم نظر في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال: كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وكان أبو بكر صديقا، وكان عمر فاروقا، وكان عثمان حييا، وكان معاوية حليما، وكان يزيد صبورا، وكان عبد الملك سائسا، وكان الوليد جبارا، وأنا الملك الشاب. فما دار عليه الشهر حتى مات.
وروى محمد بن سعيد الدارمي، عن أبيه قال: كان سليمان بن عبد الملك ينظر في المرآة من فرقه إلى قدمه ويقول: أنا الملك الشاب، فلما نزل بمرج دابق حم وفشت الحمى في عسكره، فنادى بعض خدمه، فجاءت بطست، فقال لها: ما شأنك قالت: محمومة. قال فأين فلانة قالت: محمومة، فما ذكر أحدا إلا قالت: محمومة، فالتفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العبسي وقال:
* قرب وضوءك يا وليد فإنما * هذي الحياة تعلة ومتاع * فقال الوليد:
* فاعمل لنفسك في حياتك صالحا * فالدهر فيه فرقة وجماع *) ومات في مرضه.
وعن الفضل بن المهلب قال: عرضت لسليمان سعلة وهو يخطب، فنزل وهو محموم، فما جاءت الجمعة الأخرى حتى دفن.
وقال الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق قال لرجاء بن حيوة: من لهذا الأمر بعدي، أستخلف ابني قال: ابنك غائب، قال: فابني الآخر، قال: صغير، قال: فمن ترى قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف إخوتي لا يرضون، قال: فول عمر، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتابا وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختوما، قال: لقد رأيت ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاس، فكتب فيه العهد،
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»