تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٨٧
الحنفية في الخشبية، وهو أربعة آلاف، نزلوا في الشعب الأيسر من منى، ثم ذكر أنه سعى في الهدنة والكف حتى حجت كل طائفة من الطوائف الأربع، قال: ووقفت تلك العشية إلى جنب غبن الحنفية، فلما غابت الشمس التفت إلي فقال: يا أبا سعيد ادفع، ودفعت معه، فكان أول من دفع.
وقال الواقدي: حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير، عن عثمان بن عروة، عن أبيه: ح، ونا إسحاق بن يحيى بن طلحة، وغيره، قالوا: كان المختار لما قدم الكوفة أشد شيء على ابن الزبير، وجعل يلقي إلى الناس أن ابن الزبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم يعني ابن الحنفية ثم ظلمه إياه، وجعل يذكر ابن الحنفية وحاله وورعه، وأنه يدعو له، وأنه بعثه، وأنه كتب له كتابا، وكان يقرأه على من يثق به ويبايعونه سرا، فشك قوم وقالوا: أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنه رسول محمد بن الحنفية، وابن الحنفية بمكة، ليس هو منا ببعيد، فشخص منهم قوم فأعلموه أمر المختار، فقال: نحن قوم حيث ترون محبوسون، وما أحب أن لي الدنيا بقتل مؤمن، ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء، فاحذروا الكذابين، وانظروا لأنفسكم ودينكم، فذهبوا على هذا.
وجعل أمر المختار يكبر كل يوم ويغلظ، وتتبع قتلة الحسين فقتلهم، وبعث ابن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد الله بن زياد فقتله، وبعث المختار برأسه إلى محمد بن الحنفية وعلي بن الحسين، فدعت بنو هاشم للمختار، وعظم عندهم.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»