الجيش، فإذا لقيت القوم فاحذر أن تمكنهم من أذنيك، لا يكون إلا الوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف.
4 (وفاة يزيد بن معاوية)) وقال الواقدي: ثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون قال: جاء نعي يزيد ليلا، وكان أهل الشام يردون ابن الزبير، قال ابن عون: فقمت في مشربة لنا في دار مخرمة بن نوفل، فصحت بأعلى صوتي: يا أهل الشام، يا أهل النفاق والشؤم، قد والله الذي لا إله إلا هو مات يزيد، فصاحوا وسبوا وانكسروا، فلما أصبحنا جاء شاب فاستأمن، فأمناه، فجاء ابن الزبير، وعبد الله بن صفوان، وأشياخ جلوس في الحجر، والمسور يموت في البيت، فقال الشاب: إنكم معشر قريش، إنما هذا الأمر أمركم، والسلطان لكم، وإنما خرجنا في طاعة رجل منكم، وقد هلك، فإن رأيتم أن تأذنوا لنا فنطوف بالبيت وننصرف إلى بلادنا، حتى يجتمعوا على رجل. فقال ابن الزبير: لا، ولا كرامة، فقال ابن صفوان: لم بلى نفعل ذلك، فدخلا على المسور فقال: ومن أظلم ممن منع مساجد الله الآية، قد خربوا بيت الله، وأخافوا عواده، فأخفهم كما أخافوا عواده، فتراجعوا، وغلب المسور ومات من يومه.
قلت: وكان له خمسة أيام قد أصابه من حجر المنجنيق شقة في خده فهشم خده.
وروى الواقدي، عن جماعة، أن ابن الزبير دعاهم إلى نفسه، فبايعوه، وأبى عليه ابن عباس) وابن الحنفية وقالا: حتى تجتمع لك البلاد وما عندنا خلاف، فكاشرهما ثم غلظ عليهما سنة ست وستين.
4 (البيعة لابن الزبير)) وقال غيره: لما بلغ ابن الزبير موت يزيد بايعوه بالخلافة، لما خطبهم ودعاهم إلى نفسه، وكان قبل ذلك إنما يدعوا إلى الشورى، فبايعوه في رجب.