تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٩
ابن عباس، إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق.
وقال مجالد، عن الشعبي قال: لما قتل عثمان، أرسلت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى أهل عثمان: أرسلوا إلي بثياب عثمان التي قتل فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضرجا بالدم، وبخصلة الشعر التي نتفت من لحيته، ثم دعت النعمان بن بشير، فبعثته إلى معاوية، فمضى بذلك وبكتابها، فصعد معاوية المنبر، وجمع الناس، ونشر القميص عليهم، وذكر ما صنع بعثمان، ودعا إلى الطلب بدمه.
فقام أهل الشام فقالوا: هو ابن عمك وأنت وليه، ونحن الطالبون معك بدمه، وبايعوا له.
وقال يونس، عن الزهري قال: لما بلغ معاوية قتل طلحة والزبير، وظهور علي، دعا أهل الشام للقتال معه على الشورى والطلب بدم عثمان، فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة.
وذكر يحيى الجعفي في كتاب صفين بإسناده أن معاوية قال لجرير ابن عبد الله: اكتب إلى علي أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له، قال: وبعث الوليد بن عبد الله: اكتب إلى علي أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له، قال: وبعث الوليد بن عقبة إليه يقول:
* معاوي إن الشام شامك فاعتصم * بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا * * وحام عليها بالقبائل والقنا * ولا تك محشوش الذراعين وانيا * * فإن عليا ناظر ما تجيبه * فاهد له حربا تشيب النواصيا *
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»