قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا.
قال: فلا تفعلوا ادعوه.
فقال رجل: واللات والعزى إن هذا للؤم بنا يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا ثم قام واحتضنه وأقبل به فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته حتى إذا شبعوا وتفرقوا قام بحيرا فقال:
يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه فزعموا أنه قال: لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط.
فقال له: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فجعل يسأله عن أشياء من حاله فتوافق ما عنده من الصفة.
ثم نظر فيه أثر خاتم النبوة فأقبل على أبي طالب فقال: ما هو منك؟ قال: ابني.
قال: ما ينبغي أن يكون أبوه حيا قال: فإنه ابن أخي.
قال: ارجع به واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفته ليبغنه شرا فإنه كائن لابن أخيك شأن فخرج به أبو طالب سريعا حتى