ودحية بكسر الدال المهملة وفتحها وسكون الحاء المهملة وبعدها ياء مثناة من تحتها وهو دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والباقي معروف لا حاجة إلى ضبطه كان يذكر أنه أمه أمة الرحمن بنت أبي عبد الله ابن أبي البسام موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلهذا كان يكتب بخطه ذو النسبين دحية والحسين رضي الله عنهما وكان يكتب أيضا سبط أبي البسام إشارة إلى ذلك كان أبو الخطاب المذكور من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به عارفا بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها واشتغل بطلب الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية ولقي بها علماءها ومشايخها ثم رحل منها إلى بر العدوة ودخل مراكش واجتمع بفضلائها ثم ارتحل إلى إفريقية ومنها إلى الديار المصرية ثم إلى الشام والشرق والعراق وسمع ببغداد من بعض أصحاب ابن الحصين وسمع بواسط من أبي الفتح محمد ابن أحمد بن الميداني ودخل إلى عراق العجم وخراسان وما والاها ومازندران كل ذلك في طلب الحديث والاجتماع بأئمته والأخذ عنهم وهو في تلك الحال يؤخذ عنه ويستفاد منه وسمع بأصبهان من أبي جعفر الصيدلاني وبنيسابور من منصور بن عبد المنعم الفراوي وقدم مدينة إربل في سنة أربع وستمائة وهو متوجه إلى خراسان فرأى صاحبها الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين رحمه الله تعالى مولعا بعمل مولد النبي صلى الله عليه وسلم عظيم الاحتفال به كما هو مذكور في ترجمته في حرف الكاف من هذا الكتاب فعمل له كتابا سماه كتاب التنوير في مولد السراج المنير وقرأه عليه بنفسه وسمعناه على الملك المعظم في ست مجالس في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين
(٤٤٩)