ذكره ثم زعم أنه انتقل إليه منه فقبل قوم دعواه وعبدوه وقاتلوا دونه مع ما عاينوا من عظيم ادعائه وقبح صورته لأنه كان مشوه الخلق أعور ألكن قصيرا وكان لا يسفر عن وجهه بل اتخذ وجها من ذهب فتقنع به فلذلك قيل له المقنع وإنما غلب على عقولهم بالتمويهات التي أظهرها لهم بالسحر والنيرجات وكان في جملة ما أظهر لهم صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين من موضعه ثم يغيب فعظم اعتقادهم فيه وقد ذكر أبو العلاء المعري هذا القمر في قوله (أفق إنما البدر المقنع رأسه * ضلال وغي مثل بدر المقنع) وهذا البيت من جملة قصيدة طويلة وإليه أشار أبو القاسم هبة الله بن سناء الملك الشاعر الآتي ذكره في جملة قصيدة طويلة بقوله (إليك فما بدر المقنع طالعا * بأسحر من ألحاظ بدر المعمم) ولما اشتهر أمر المقنع وانتشر ذكره ثار عليه الناس وقصدوه في قلعته التي كان اعتصم بها وحصروه فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن سما فمتن منه ثم تناول شربة من ذلك السم فمات ودخل المسلمون قلعته فقتلوا من فيها من أشياعه وأتباعه وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة لعنه الله تعالى ونعوذ بالله من الخذلان قلت ولم أر أحدا ذكر هذه القلعة وأين هي حتى أذكرها ثم رأيت في كتاب الشهاب ياقوت الحموي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى الذي وضعه في معرفة المواضع المشتركة فقال في باب سنام بفتح السين إنها أربعة مواضع والموضع الرابع منها سنام قلعة عمرها المقنع الخارجي بما وراء النهر
(٢٦٤)