نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الشريف الادريسي - ج ١ - الصفحة ٩٠
فيه المراكب الشهر والأكثر والأقل بين جنات وغياض وناس لهم أغنام وأموال زاكيه ومياه جميع الأخوار حلوة لكن المد يدخلها من البحر والجزر ويكون منها أيضا في كل يوم وليلة مرتين وفي هذه المراقي أسواق وتجار وخرج ودخل ومراكب وبضائع تحمل وأخرى تحط وبهذه البلاد الأمن المتصل وفي ملوكها العدل وهو سنتهم وعليه يعولون فلذلك اتصلت عمارتهم وحسنت بلادهم وقل جزعهم وكثر أملهم واتسعت أيديهم في الأموال والحالات الحسنة وجميع أهل الهند والصين يقتلون السارق ويؤدون الأمانة وينصفون من أنفسهم من غير احتياج إلى حاكم أو مصلح كل ذلك منهم طبعا وسجية وأخلاقا خلقوا بها وطبعوا عليها وللملك قامرون في طاعته جزيرتان تنسبان إلى بلاده واسم إحداهما جزيرة بوصا واسم الثانية جزيرة لاسية وفيها قوم ألوانهم إلى البياض وفي نسائهم جمال بارع وفيهم نجدة وبأس شديد وربما قطعوا على الناس في مراكب لهم سابقة الجري وإنما يفعلون ذلك إذا كانوا مع الصينيين في خلاف ولم تكن بينهم هدنة ومن جزيرة الموجه إلى جزيرة السحاب مسير أربعة مجار أو أكثر من ذلك وجزيرة السحاب سميت بهذا الاسم لأنه ربما طلع من ناحيتها سحاب ابيض يظل المراكب فيخرج منها لسان رقيق طويل مع الريح العاصفة حتى يلتصق ذلك اللسان بماء البحر فيغلي له ماء البحر ويضطرب مثل الزوبعة الهائلة فان أدركت المركب ابتلعته ثم ترتفع تلك السحاب فتمطر مطرا فيه قذى البحر ولا يدري أاستقت السحاب ذلك من البحر أم كيف هذا وهي جزيرة بها تلول رمل وإذا مستها النار
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»