وبالقرب من جزيرة الرانج المذكورة أيضا جزيرة كرموه وأهلها سود الألوان يسمون بالبوميين ولباسهم الأزر والفوط وهم أهل دعارة ونجدة ويحملون السلاح وبها يمشون في طرقهم وربما ركبوا في مراكبهم وتعرضوا للسفن فأكلوا متاعها وقطعوا على أهلها ومنعوا من الدخول إليهم إلا أقواما بأعينهم لا يخافون عاديتهم وشرهم وبينها وبين ساحل الزنج مجرى يوم وليلة وبينها وبين جزيرة الرانج المسماة أنقوجة مجرى يوم وبالقرب من هذه الجزيرة جزيرة القرود وبينهما نحو من ثلاثة مجار ومنها إلى البر المتصل بأرض الحبشة مجريان خفيفان وهي جزيرة كبيرة فيها غياض وشجر وحواف منيعة وبها أنواع من الثمر والقرود بهذه الجزيرة كثيرة تتولد وتتزايد حتى إنها قد تغلبت على هذه الجزيرة لكثرتها ويقال إن لها أميرا تنقاد إليه وتحمله على أعناقها وهو يحكم عليها حتى لا يظلم بعضها بعضا وألوان هذه القرود إلى الحمرة وهي ذوات أذناب ولها ذكاء وحدة فهم وإذا انكسر على جزيرتها مركب أو لجأ إليها أحد من الناس عذبته عذابا بليغا بالعض والرجم بالقاذورات وتعبث بمن سقط في أيديها عبثا عظيما وربما أمضت عليه فقتلته مسرعا وربما أقلت العبث به فمات بينها جوعا وقد يتحيل عليها أهل جزيرتي خرتان ومرتان فيصيدونها ويخرجونها إلى بلاد اليمن فتباع بالثمن الكثير وأهل اليمن أعني التجار منهم يتخذونها في حوانيتهم حراسا كالعبيد
(٦٣)