ثمانية عشر ميلا وهي مدينة جليلة الزراعات والأشياء إليها تجلب من المدن ومن المدن التي بين جيرفت والفهرج مدينة هرمز الملك المسماة في هذا الوقت قرية الجوز وهي كانت مدينة هرمز وفيها كانت مملكته إلى أن هلك وانفصل الملك عنها إلى السيرجان فهرمز الآن صغيرة وساكنوها من أهلها وأخلاط من الناس وهي مدينة حسنة الداخل والخارج كثيرة المياه وبها أسواق وتجارات بقدرها وبينها وبين جيرفت غربا مرحلة ومنها إلى مدينة بم مرحلة ومدينة بم مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة وأموال كثيرة ولها نخل وكروم وقرى كثيرة وهي أصح هواء من جيرفت ولها قلعة منيعة حصينة مشهورة بالتحصين مذكورة في جميع بلاد كرمان وفي أهلها تجار مياسير وبها صناعات قائمة وطرز منصوبة لعمل ثياب القطن الحسنة يصنع بها منها المتاع الكثير ويتجهز به إلى سائر الأقطار وكذلك تصنع عندهم الطيالسة الفاخرة المقورة التي يساوي الطيلسان الرفيع منها ثلاثين دينارا فما فوقها وما تحتها ويتجهز بها التجار إلى سائر الأرض من العراقات والشامات وديار مصر وكذلك يصنع بها من العمائم الرفيعة كل شيء بديع وثيابهم حسنة الصنعة ثابتة الأصول وتبقى مع الدهر ولا تفنى إلا بعد مدد وأزمان طويلة والملوك يتنافسون في ثيابها وجيد متاعها ويقتنونه إدخارا في خزائنهم ومن بم إلى جيرفت مرحلتان كبيرتان وهما ستون ميلا ومن بم إلى نرماشير مرحلة ونرماشير مدينة متوسطة على قارعة المفازة وهي مدينة فيها
(٤٣٥)