والواديقان وسرخس وبزنجان وبها من بلاد قوهستان باشين وكرين وطبس وخاكسكين وبشتاذران وكل هذه البلاد المذكورة نريد أن نذكرها بلدا بلدا وقطرا قطرا على ما هي عليه من الصفات المختلفة والكور الؤتلفة والأقاليم والرساتيق حسب ما جرت به عادتنا فيما سلف قبل هذا بحول الله تعالى وحسن معونته وتوفيقه فنقول إن كورة إصطخر من أرض فارس أعظم كورها وأكثرها بلادا وأوسعها عمارة وأكثرها جهات وأزكاها غلات ومدينة إصطخر هي كما قدمنا ذكرها أكبر هذه اللاد قطرا وأكثرها عمارة وخلقا ومنها إلى ابرقويه ستة وتسعون ميلا ومدينة ابرقويه مدينة حصينة خصيبة كثيرة العامر مقصودة بالتجارات عليها سور تراب والغالب على أبنيتها لبن الطين وليس بها ماء جار ولا حولها شيء من الشجر ولا عمارة بما استدار بها لكن بها مزارع الحنطة والحبوب وأسعارها رخيصة وبقرب ابرقويه تلال رمال وجبال عظام طولها أكثر من ميلين وبين إصطخر وابرقويه مدينة بجة وهي متوسطة بين إصطخر وابرقويه وهي مدينة صغيرة عامرة ولها رستاق يسمى الأرد كثير العمارة والقرى ومن ابرقويه إلى كثة مائة وثلاثة وعشرون ميلا وكثة هي مدينة جليلة عامرة آهلة كثيرة التجارات متصلة العمارات على طرف المفازة لها طيب هواء البرية وصحته وهي من أخصب اللاد وأكثرها أرزاقا ولها رستاق يشتمل على ربض والغالب على أبنيتها لبن الطين ولها محصنة بحصن وللحصن بابان من حديد يسمى أحدهما باب اندور والباب الثاني باب المسجد وإنما سمي بباب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في الربض ومياهها من القنوات لا نهر لها وماء قنواتها يأتي من ناحية القلعة غربا وبينهما ثمانية عشر ميلا وعلى قرب من هذا الحصن قرية تعرف بدنج وفيها معدن الآنك ومنها يتجهز به إلى سائر الأقطار وهذه القرية نزيهة جدا ولهذه المدينة المقدم ذكرها رسلتيق ممتدة عريضة خصيبة وهي ورساتيقها كثيرة الشجر طيبة الثمر وربما كثرت فيجفف أكثرها ويحمل إلى سائر الأقطار والأكثر إلى أرض إصبهان وما جاورها وجبالها كثيرة الشجر والنبات وخارج المدينة ربض يشتمل على أبنية وأسواق ق أئمة العمارة وأهلها متأدبون طالبون للعلوم ومن كثة إلى يزد شرقا ثلاثون ميلا ومدينة يزد مدينة متوسطة المقدار رخيصة الأسعار عامرة وانجيرة بينها وبين يزد أربعة وعشرون ميلا وانجيرة موضع فيه قباب وعين ماء عليها شجر تين ومنها تأخذ الطريق إلى خراسان وهي على رأس المفازة ومن مدينة كثة إلى عقدة ثلاثون ميلا وعقدة مدينة صغيرة عامرة قائمة
(٤٢٩)