مدينة تنيس جزيرة حصن الماء وهي مما يلي ناحية الفرما وبقرب منها وإليها وصل الملك بردوين الذي استفتح بلاد الشام بعد الإسلام وغرق بفرسه بقربها ومنها انصرف إلى ما خلفه وبالشرق من تنيس ومع الجنوب قليلا جزيرة تونة وهي في بحيرة تنيس وفي جنوب تنيس وببحيرتها جزيرة نبلية وفي غربي خليج شنشا الذي ذكرناه آنفا قرى وضياع وشوارع متصلة بضروب من الغلات وجمل من المنافع ومن أحب النزول من دمسيس على معظم الخليج إلى تنيس صار من دمسيس إلى منية بدر التي قدمنا ذكرها قبل ذلك ومنها إلى بنا في الضفة الغربية عشرة أميال وهي قرية حسنة لها بساتين وفدادين غلاتها وافرة وفوقها ينقسم النيل على فرقتين فتصير بينهما جزيرة صغيرة عل غربيها قرية بوصير وهي عامرة وعلى الذراع الثاني مما يلي المشرق رحل جراح وهي مدينة صغيرة عامرة ولها دخل وخرج ومنافع وغلل وبين رحل جراح وبين فم خليج شنشا أربعون ميلا وكذلك بين بوصير وبنا ومن منية ابن جراح نازلا في النيل إلى سمنود اثنا عشر ميلا وهي في الضفة الشرقية ويقابلها في الجهة الغربية مدينة سمنود وهي مدينة حسنة كثيرة الداخل والخارج عامرة آهلة وبها مرافق واسعار رخيصة ومن مدينة سمنود في البرية في جهة الغرب بالمقابلة إلى مدينة سندفة التي على خليج بلقينة ثمانية أميال ومن مدينة سمنود إلى مدينة الثعبانية ثمانية عشر ميلا وهي مدينة عامرة وبها أسواق وعمارات وتجارات وهي في الغربي من الخليج ومنها إلى منية عساس إثنا عشر ميلا وهي قرية كثيرة البركات جامعة لضروب من الغلات
(٣٣٦)