صار إلى قصور حسان قطعا في البرية أربع مراحل كبار ليس بها شيء من الماء وهو وطاء و لا عوج به ولا أمت وقصورحسان لا عامر بها وإنما هي الآن في وقتنا هذا خراب لم يبق منها إلا أثر غابر وبها ماء يشرب من بئرين قريبتي القعر ومنهما يتزود بالماء المار بها والجائي ويأخذ منهما ما يكفيه لشربه في مسافة سفره ومنها إلى الأصنام ثلاثون ميلا ويسمى هذا الجون جون زديف والماء يوجد بها في خروق أحساء محفورة في الرمل على ضفة البحر الملح وسميت الأصنام لأن بالقرب منها في البرية عدة أصنام وهي من بناء الروم الأول ومن الأصنام إلى القرنين وهو قصر كبير عامر وفي وسطه بئر عميقة وإليه تصب مياه الأمطار في زماننا ومنه إلى صرت ثلاثة عشر ميلا ومدينة صرت ذكرناها قبل هذا بما فيه كفاية ومنها إلى قصر العبادي على البحر أربعة وثلاثون ميلا ومن قصر العبادي إلى اليهودية أربعة وثلاثون ميلا وهو قصر عامر وفيه زراعات على مياه تستخرج بالسواني من آبار ومن اليهودية إلى قصر العطش أربعة وثلاثون ميلا وهو قصر عامر وفيه زراعات وفيه ثلاث جبات ومن قصر العطش إلى منهوشة ثلاث مراحل لا ماء فيها وهي سباخ وطيئة ومنهوشة على البحر ومياهها في أحساء تحتفر في الرمل على البحر وسميت منهوشة لأن في رمالها أفاع صغارطول الواحدة شبر لا زائد وهي تضر وتنهش من لا يعلم أمرها ومن أسرى بالليل في تلك الأرض وبها قطائع
(٣١٤)