ويتصل بهذه الجزيرة إلى جهة المشرق جزيرة زيزوا وهي صغيرة جدا وفيها نخل وكروم وبين جزيرة زيزوا والبر نحو من ميل ويقابلها قصر بني خطاب وهذه الجزيرة عامرة بأهلها وهم قوم نكار خوارج في الإسلام مذهبهم الوهبية وكذلك جميع الحصون والقصور التي تلي هاتين الجزيرتين يتمذهبون بمثل ذلك وذلك انهم لا يماسح ثوب أحدهم ثوب رجل غريب ولا يمسه بيده ولا يؤاكله ولا يأكل له في آنية إلا أن تكون آنية محفوظة لا يقربها أحد سواه ورجالهم ونساؤهم يتطهرون في كل يوم عند الصباح ويتوضؤون ثم يتيممون لكل صلاة وان استقى عابر سبيل شيئا من مياه آبارهم وعاينوه طردوه واستخرجوا ذلك الماء عن البئر وثياب الجنب لا يقربها الطاهر وثياب الطاهر لا يقربها الجنب وهم مع ذلك كله ضيافون يطعمون الطعام ويندبون إلى طعامهم ويسالمون الناس في أموالهم وفيهم عدالة بينة لمن نزل بهم ومن طرف الجزيرة أعني جربة المسمى انتيجان إلى قصير البيث تسعون ميلا وكذلك من طرف انتيجان إلى القنطرة التي في قرقنة اثنان وستون ميلا ورجع بنا القول إلى طرف الجرف المتقدم ذكره فمنه إلى رأس الأودية على الساحل أربعة وعشرون ميلا ومنها إلى قصور الزارات عشرون ميلا وهذه القصور الثلاثة تلي طرف جزيرة جربة وبينهما في البحر عشرون ميلا ومن قصور الزارات إلى قصر بني ذكومين خمسة وعشرون ميلا ومن بني ذكومين إلى قصر الهرى ستة أميال ومنه إلى قصر جرجيس ستة أميال
(٣٠٦)