نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الشريف الادريسي - ج ١ - الصفحة ١٩٠
الملك بحلية كفنه على تلك العجلة ويطاف به على المدينة كلها يجره عبيده ورأسه مكشوف لمن يراه وشعره ينجر على تراب الأرض وينادي عليه مناد بلسان الهندية بكلام تفسيره بالعربية أيها الناس هذا ملككم فلان بن فلان عاش في ملكه فارحا قادرا كذا وكذا سنة وها هو قد مات وفتح يده بما معه لا يملك من ملكه شيئا ولا يدفع عن جسمه أذى ففكروا فيما أنتم إليه صائرون وإليه راجعون وكل هذا باللغة الهندية فإذا فرغ من الطواف به أخرج إلى مكان النار التي من عادتهم أن يحرقوا بها موتى ملوكهم فيلقونه في النار حتى يحترق وأهل الهند لا يحزنون كثيرا ولا يقولون بالهموم جملة وجملة البلاد الهندية المجاورة للسند الذين قد مازجهم المسلمون يدفنون موتاهم في بيوتهم بالليل تسترا ويسوون التراب عليهم ولايبكون ميتا ولا يحزنون عليه كثيرا كما قدمناه والزنا في جميع بلاد بلهرا مباح إلا في المزوجات والرجل إن ارتضى نكاح بنته أو أخته أو خالته أو عمته مالم تكن مزوجات فعل ذلك والأخ يفعل بأخته مثل ذلك ويقابل مدينة بروج الساحلية في البحر جزيرة ملي وفيها الفلفل كثيرا ومنها إلى جزيرة سندان مجريان ومن هذه الجزيرة إلى جزيرة بليق يومان وهي جزيرة عامرة كبيرة
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»