وبين بركري تسعة عشر فرسخا وعليها أمير اسمه نصر الدولة نيف على المائة وله أبناء كثيرون أعطى كلا منهم ولاية ويتكلمون بها ثلاث لغات العربية والفارسية والأرمنية وأظن أنها سميت أخلاط لهذا السبب والمعاملة هناك بالنقود النحاسية ورطلهم ثلاثمائة درهم في العشرين من جمادى الأول (24 نوفمبر) غادرنا أخلاط ونزلنا في رباط كروانسراي كانت السماء تمطر ثلجا والبرد قارسا وقد غرسوا في جزء من الطريق عمدا ليسير المسافرون على هديها أيام الثلج والضباب ثم بلغنا مدينة بطليس وهي واقعة في واد وقد اشترينا منها عسلا المائة من بدينار حسب ما باعونا ويقال إن بها من يجني في السنة الواحدة ثلاثمائة وأربعمائة جرة عسل وخرجنا منها فرأينا قلعة تسمى قف انظر وتركناها إلى مكان به جامع يقال بناه أويس القرني قدس الله روحه ورأيت الناس عند حدوده يطوفون بالجبل ويقطعون أشجارا تشبه السرو فسألت ماذا تعملون بها فقالوا نضع طرفا من الشجرة في النار فيخرج هذا القطران من طرفها الآخر فنجمعه في البئر ثم نضعه في أوعية ونحمله إلى الأطراف وهذه الولايات التي ذكرت بعد أخلاط وقد اختصرنا ذكرها هنا
(٤٠)