أمر بفتح باب فيه وزينه وفرشه بالسجاجيد وأدخل على عمارته اصلاحا كثيرا وباب المشهد وسط الحائط الشمالي على ارتفاع أربع أذرع فوق الأرض وعلى جانبيه درجات من الحجر فيصعد اليه من جانب ويكون النزول من الجانب الثاني ووضع هناك باب صغير من الحديد ثم رجعت إلى بيت المقدس ومن هناك سرت ماشيا مع جماعة تقصد الحجاز وكان دليلنا رجلا اسمه أبو بكر الهمداني وهو رجل جلد يقدر على المشي وجهه جميل غادرت بيت المقدس في منتصف ذي القعدة سنة 437 (أول مايو 1047) وبعد ثلاثة أيام بلغت جهة تسمى أعز القرى بها ماء جار وأشجار ثم بلغنا منزلا آخر يسمى وادي القرى ومن بعده نزلنا مكانا ثالثا ثم بلغنا مكة بعد عشرة أيام لم تحضر لمكة قافلة من اي بلد في هذه السنة وشح الطعام وقد نزلت في سكة العطارين أمام باب النبي عليه السلام وفي يوم الاثنين طلعت عرفات وكان الناس مملوئين رعبا من العرب ولما عدت من عرفات لبثت بمكة يومين ثم رجعت إلى بيت المقدس عن طريق الشام وبلغنا المقدس في الخامس من المحرم سنة 339 (7 يوليو 1037) ولا أذكر هنا وصف مكة والحج سأذكر ذلك عند الكلام على الحجة الأخيرة كنيسة بيعة القيامة وللنصارى في بيت المقدس كنيسة يسمونها بيعة القمامة لها عندهم مكانة عظيمة ويحج إليها كل سنة كثير من بلاد الروم ويزورها ملك الروم متخفيا حتى لا يعرفه الناس وقد زارها أيام عزيز مصر الحاكم بأمر الله
(٧٤)