في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وأربعمائة ودفن في تربة أبي بكر بن أبي نعيم برأس التل بجرجان حرف العين (389) أبو سهل عبد الكريم بن محمد الجرجاني كان قاضي جرجان انتقل إلى مكة ومات بها وكان قد فر من القضاء روى عن زهير بن معاوية وسليمان بن هوذة وإبراهيم بن يزيد وسالم الخياط والصلت بن دينار وأبي حنيفة وقيس روى عنه أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وأبو يوسف القاضي وسفيان بن عيينة وقتيبة بن سعيد أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البزاز بمصر حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثني علي بن الوليد حدثنا المزني حدثنا الشافعي أخبرنا عبد الكريم بن محمد الجرجاني عن زهير بن معاوية عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي قال خطبنا سمرة بن جندب فحدثنا في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا وشاب من الأنصار ننتضل بين غرضين لنا ارتفعت الشمس ثم اسودت حتى آضت كأنها تنومة فقال أحدنا لصاحبه انطلق بنا فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا في أصحابه قال فانطلقنا فدفعنا إلى المسجد وهو بارز فوافقنا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا فقام كأطول ما قام في صلاة قط لا نسمع له حسا ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجلي الشمس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا أو قال على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت عظيم من أهل الأرض وقد كذبوا ليس ذلك كذلك ولكنها آيات من آيات الله لينظر من يحدث له منهم توبة ألا وإني قد رأيت رجالا في
(٢٣٩)