اليهودي إنا نجد أنه ليس قاض يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملك وعن يساره ملك يسددانه ويوفقانهه للحق ما دام مع الحق فإذا ترك الحق عرجا وتركاه حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال كان القضاة في بني إسرائيل إذا كان لا تأخذه في الله لومة لائم لم يسلط على جسده البلى ولا دابة تأكل ثيابه قد يبست عليه لا تبلى وكان عابد منهم على ذلك وكانوا في ذلك الزمان يجعل بعضهم على بعض في البيوت وبعضهم في الصناديق فأتاه أخ له فقال العابد ادعوا به أصلي عليه فأتي به فإذا بدابة قد خرقت الكفن حتى خرجت من أذنه فأحزنه ذلك فلما نام لقيه روح صاحبه فقال يا أخي رأيت حزنك على الدابة التي خرجت من أذني ولم يكن بحمد الله لشيء نكرهه جلس إلي رجلان أحدهما لي فيه هوى والآخر لا هوى لي فيه فكان إصغائي إلى ذي الهوى ولم يكن إصغائي إلى الآخر وعلى ذلك بنعمة الله لقد حملتهما على مجلود الحق في القضاء ذكر قضاة مصر قيس بن أبي العاص السهمي قال عبد الرحمن بن عبد الله وكان أول قاض استقضي بمصر
(٣٨١)