وكانت مصر كما حدثنا عبد الله بن صالح وعثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن أبي رهم السماعي قناطر وجسور بتقدير وتدبير حتى أن الماء ليجري تحت منازلها وأفنيتها فيحبسونه ويرسلونه كيف شاؤوا فذلك قول الله تبارك وتعالى فيما حكي من قول فرعون * (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) * ولم يكن في الأرض يومئذ ملك أعظم من ملك مصر وكانت الجنات بحافتي النيل من أوله إلى آخره في الجانبين جميعا ما بين أسوان إلى رشيد وسبع خلج خليج الإسكندرية وخليج سخا وخليج دمياط وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى وخليج سردوس جنات متصلة لا ينقطع منها شيء عن شيء والزروع ما بين الجبلين من أول مصر إلى آخرها مما يبلغه الماء وكان جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا لما قدروا ودبروا من قناطرها وخلجها وجسورها فذلك قوله عز وجل * (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم) * قال والمقام الكريم المنابر كان بها ألف منبر
(٥٧)