العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٢٣٨
ونكرداذ (1) " وأن الزبير خرج شادا بسيفه ليؤكد إمامة على، وأن الأنصار إنما خالفت على المهاجرين نقضا من استبداد أبى بكر (2)، وأن أبا سفيان بن حرب، وخالد بن سعيد، إنما قالا: " أرضيتم معشر بنى عبد مناف أن بلى عليكم تيم "، نصرة لعلى دون جميع بنى عبد مناف، فإن الله رد عليه الشمس (3)، وإن النبي قال: " أنت منى بمنزلة هارون من موسى "، وجعل إليه طلاق نسائه، وأنه قسم النار (4)، وصاحب العرض، والقائم على الحوض، فيوجبون علينا أن نصدقهم في هذا ولا يوجبون على أنفسهم لحمال الآثار أن عليا قال في الخلية والبرية، والبائنة، والبتة، وطلاق الحرج، وأمرك بيدك، والحرام، أنها كثلاث تطليقات، ويوجبون على طلاب الحديث أن عليا كان لا يرى الطلاق إلا طلاق السنة.
وهذا أمر ما سمعنا به قط عن علي إلا منهم.
وليس بأعجب من استشهاد خصومهم العيان والاجماع وما عليه الوجود، واستشهادهم القصد والضمير والغيب، وجعلهم له يوازن الظاهر والشائع.
وذلك أن القائل إذا قال: أسلم أبو بكر كهلا وأسلم على طفلا.

(1) انظر ما سبق في ص 172، 179، 183، 186، 187.
(2) في الأصل: " أبى بكر على ".
(3) في الرياض النضرة 2: 179: " عن الحسن بن علي قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر على وهو يوحى إليه فلما سرى عنه قال: يا علي، صليت العصر؟
قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أن كان في حاجتك وحاجة نبيك فرد عليه الشمس. فردها عليه فصلى وغابت الشمس، خرجه الدولابي قال: وقال علماء الحديث: وهو حديث موضوع ولم ترد الشمس لاحد، وإنما حبست ليوشع بن نون ".
(4) كذا في الأصل.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»