مجاورين لعدوان أصهارهم، فنزلوا حولهم، وكانوا بذلك زمانا، ووقعت بين عدوان حرب وتشتت أمرهم، فطمعت فيهم بنو عامر، وأخرجتهم من الطائف، ونفوهم عنها، فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيبها وثمارها، ويتشتون بلادهم من أرض نجد، لسعتها، وكثرة مراعيها، وإمراء كلئها، ويختارونها على الطائف.
تاريخهم: وقعت حروب عديدة بين بني عامر بن صعصعة، وغيرها من القبائل.
منها: يوم النسار (ماء لبني عامر) وذلك أن عامر بن صعصعة، ومن معهم من هوازن، وانتجعوا بلاد سعد والرباب، وهم يمتون إليهم برحم (1).
ومنها: يوم الفلج الأول، كان لبني عامر بن صعصعة على بني حنيفة، والفلج الثاني لبني حنيفة على بني عامر.
ويوم النشاش، وهو واد كثير الحمض، كانت فيه وقعة بين بني عامر، وبين أهل اليمامة، وكان بعد يوم الفلج.
ويوم شعب جبلة (2)، كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر، وتميم، وعبس، وذبيان، فزارة، وكان النصر فيه لبني عامر.
ويوم رحرحان الأول، كان بين بني دارم، وبني عامر بن صعصعة، ويوم رحرحان الثاني، كان بين بني تميم، وبين عامر.
ويوم قارة أهوى لعامر بن صعصعة، ويوم مزلق لسعد تميم على عامر بن صعصعة.
ويوم ذي نجب لبني تميم على عامر بن صعصعة.
ويوم الوتدة لبني تميم على عامر.
ووقعت حرب بين بني نهد، وبني عامر، في أرض يقال لها: أخرب من أرض بني عامر.
ولما فرغ النبي صلى الله عليه وآله من تبوك، وأسلمت ثقيف، وبايعت، ضربت إليه وفود العرب في دين الله أفواجا، يضربون إليه من كل وجه، فوفد عليه صلى الله عليه وآله بنو عامر ابن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل، وأربد ابن قيس بن جزر بن خالد بن جعفر، وجبار بن سلمى، وكان هؤلاء النفر رؤساء القوم وشياطينهم، فقدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يريد أن يغدر، فقال: لا أريد إذا قدمنا على الرجل، فاني شاغل عنك وجهه، فأعله، فكلم عامر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: والله لأملأنها (أي المدينة) عليك خيلا ورجالا، فلما ولى قال عليه الصلاة والسلام: اللهم