داره الدار المعروفة بدار ابن السطخيري الشاعر وكسب بالطب مبلغا جليلا من الأموال والعقار وكان صانعا بيده عالما بالأدوية الشجارية وظهرت منه في البلد منافع وكتب إليه نسطاس بن جريج الطبيب المصري رسالة في البول وأعقب خالد ابنا سماه يزيد ولم يبرع في الطب براعة أبيه ابن ملوكة النصراني كان في أيام الأمير عبيد الله وأول دولة الأمير عبد الرحمن الناصر وكان يصنع بيده ويفصد العروق وكان على باب داره ثلاثون كرسيا لقعود الناس عمران بن أبي عمرو كان طبيبا نبيلا خدم الأمير عبد الرحمن بالطب وهو الذي ألف له حب الأنيسون وكان عالما فهما ولعمران بن أبي عمرو من الكتب كناش محمد بن فتح طملون كان مولى لعمران بن أبي عمرو وبرع في الطب براعة علا بها من كان في زمانه ولم يخدم بالطب وطلب ليلحق فاستعفى من ذلك واستعان على الأمير حتى عفي ولم يكن أحد من الأشراف في وقته إلا وهو يحتاج إليه قال ابن جلجل حدثني أبو الأصبغ بن حوى قال كنت عند الوزير عبد الله ابن بدر وقد عرض لابنه محمد قرح شمل بدنه وبين يديه جماعة من الأطباء فيهم طملون فتكلم كل واحد منهم في تلك القروح وطملون ساكت فقال له الوزير ما عندك في هذا فإني أراك ساكتا فقال عندي مرهم ينفع هذه القروح من يومه فمال إلى كلامه وأمره بإحضار المرهم فأحضره وطلى على القروح فجفت من ليلتها فوصله عبد الله بن بدر بخمسين دينارا وانصرف الأطباء دونه بغير شيء الحراني الذي ورد من المشرق كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن وكانت عنده مجربات حسان بالطب فاشتهر بقرطبة وحاز الذكر فيها قال ابن جلجل رأيت حكاية عند أبي الأصبغ الرازي بخط أمير المؤمنين المستنصر وهي أن هذا الحراني أدخل الأندلس معجونا كان يبيع الشربة منه بخمسين دينارا لأوجاع الجوف فكسب به مالا فاجتمع خمسة من الأطباء مثل حمدين وجواد
(٤٨٦)