والرابع، منسوب إلى جده الأعلى، وليس من القبائل، منهم:
أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي. سمع محمد بن أيوب الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وغيرهما.
وأخوه أبو سعيد أحمد بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي. سمع يعقوب بن يوسف الأخرم، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وهما من أهل نيسابور.
وقال الحاكم: كان يقال في رأس الأزقة منزل واحد، يخرج منه محدث، وشاهد، وفقيه. قال: وتوفي أبو سعيد في صفر، سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، رأس المعتزلة ورئيسهم.
ذكره أبو العباس المستغفري، في " تاريخ نسف "، وقال: دخل نسف في أيام رئاسة أبي عثمان سعيد بن إبراهيم، ونزل رباط الجوبق (1)، وعقد له مجلس الاملاء. روى عنه محمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ولولا أنه ذكره لما كان من حقه أن يذكر في كتابي هذا، لتصلبه في الجهم، والاعتزال، ولأنه كان داعية إلى ضلالته، أكره الرواية عنه، وعن أمثاله. وذكر المستغفري، أن أبا يعلى بن خلف امتنع من زيارته، ولما دخل عليه الكعبي مسلما وزائرا، لم يقم له أبو يعلى، ولا كلمه.
والفرقة الكعبية ينتمون إليه، وهم جماعة من المعتزلة، وكانت تزعم أن ليس لله عز وجل إرادة، وزعمت أن جميع أفعاله واقعة منه بغير إرادة، ولا مشيئة منه لها، وقد كفرت المعتزلة قبله بقولها: إن الشرور واقعة من العباد بخلاف إرادة الله عز وجل ومشيئته، مع قولهم بأن أفعاله التي ليست بإرادة واقعة بمشيئته، فزاد أبو القاسم الكعبي عليهم في هذا الكفر، فزعم أنه ليس لله عز وجل إرادة ولا مشيئة على الحقيقة (2).