باب الهاء واللام ألف الهلالي: بكسر الهاء. هذه النسبة إلى بني هلال، وهي قبيلة نزلت الكوفة، والمنتسب إليها ولاء الإمام أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران، واسمه ميمون الهلالي مولى امرأة من بني هلال يقال لها (...) (1) من أهل الكوفة، انتقل إلى مكة، يروي عن الزهري، وعمرو بن دينار. روى عنه أهل الحجاز والغرباء، وكان مولده سنة سبع ومئة ليلة النصف من شعبان، وجالس الزهري وهو ابن ست عشرة سنة وشهرين ونصف، وذلك أن الزهري قدم عليهم سنة ثلاث وعشرين ومئة، ثم خرج إلى الشام ومات بها سنة أربع وعشرين ومئة. ومات سفيان بن عيينة يوم السبت في آخر يوم من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومئة، وكان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن علم كتاب الله وأكثر تلاوته له وسهره فيه، وحج نيفا وسبعين حجة، وهم إخوة خمسة: سفيان، ومحمد، وآدم، وعمران، وإبراهيم بنو عيينة، وكلهم قد حمل عنهم العلم.
وأبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي، وقيل: كنيته أبو محمد، من الاتباع، لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه أحدا من الصحابة، ومن زعم أنه لقي بن عباس رضي الله عنهما فقد وهم، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري، وأخذ عنه التفسير، وكان أصله من بلخ، وكان يقيم بها مدة، وبسمرقند مدة، وببخارى مدة. وهم إخوة ثلاثة: مسلم، ومحمد، والضحاك. ومات الضحاك سنة ثنتين ومئة، وقيل: سنة خمس ومئة. وكانت أمه حاملا به سنتين، وولد له سنان، فقيل له الضحاك لذلك. وكان معلم كتاب، يعلم الصبيان ولا يأخذ منهم شيئا.
وأبو محمد بشر بن الحسين الأصبهاني الهلالي. يروي عن الزبير بن عدي بنسخة موضوعة ما لكثير حديث منها أصل، يرويها عن الزبير عن أنس رضي الله عنه، شبيها بمئة وخمسين حديثا مسانيد كلها، وإنما سمع الزبير من أنس رضي الله عنه حديثا واحدا.