إلى وقته أفقه منه. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي وغيرهما. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي وأبو منصور محمد بن محمد العكبري، وأبو الفرج محمد بن محمد بن علان الخازن، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن داود الخزاعي وغيرهم. وكان آخر من روى عنه. وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمئة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة، ومات بالكوفة في الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمئة وله خمس وتسعون سنة.
الهروي: بفتح الهاء والراء المهملة. هذه النسبة إلى بلدة هراة، وهي إحدى بلاد خراسان وقد ذكرت فضائلها في الحنين إلى الأوطان فتحها خليد بن عبد الله الحنفي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه. خرج منها جماعة من العلماء والأئمة في كل فن، منهم:
أبو علي الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن الأنصاري الهروي، من أهلها. يروي عن علي بن حجر المروزي، وكان ركنا من أركان السنة في بلده. مات سنة ثلاثمئة في آخرها وفي أول سنة إحدى وثلاثمئة.
وأما أبو زيد الهروي الحرشي العامري فاسمه سعيد بن الربيع، من أهل البصرة، هو من موالي زرارة بن أوفى. قال أبو حاتم بن حبان: أبو زيد إنما قيل له هروي لأنه كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها. يروي عن شعبة. روى عنه أحمد بن المقدام العجلي وأهل العراق، مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
وأبو هشام عائذ بن حبيب الهروي الأحول، من أهل البصرة. قال أبو حاتم بن حبان:
عائذ بن حبيب بياع الهروي مولى بني عبس. يروي عن حميد الطويل. روى عنه أهل البصرة.
وأبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة الهروي، مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي. يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل علي رضي الله عنه وأهل بيته. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. قال أبو حاتم بن حبان: وهو الذي روى عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت من قبل الباب " وهذا شئ لا أصل له، ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش ولا أبو معاوية حدث به، وكل من حدث بهذا المتن فإنه سرقه من أبي الصلت هذا وإن أقلب إسناده.