وفيها سمعت أبا نصر محمد بن أحمد الأزجاهي الضرير أملي من حفظه لبعض العرب القديمة من أهل عسكر قتيبة بن مسلم الباهلي:
فتحنا سمرقند العريضة بالقنا * شتاء وأربعنا نؤم نساء فلا تجعلنا يا قتيبة والذي * ينام ضحى يوم الحروب سواء وقيل قديما: إن من دخل نسا نسي الوطني.
والمنسوب إلى هذه البلدة جماعة من الأئمة الكبار، منهم:
أبو أحمد فضالة بن إبراهيم التميمي النسائي: من كبار أصحاب ابن المبارك، روى عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة. روى عنه جماعة. قال أبو حاتم بن حبان: كان قتيبة بن سعيد مع فضالة بن إبراهيم التميمي بمصر، وكان من أهل الحفظ والضبط والعلم باللغة والشعر، وهو والد أبي يزيد عبيد الله بن فضالة.
وأبو أحمد حميد بن زنجويه بن قتيبة بن عبد الله الأزدي النسوي، الإمام الفاضل، صاحب كتاب " الترغيب " و " الآداب ". رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر ورجع إلى بلده، وكان من سادات أهل بلده فقها وعلما، وهو الذي أظهر السنة بنسا. يروي عن النضر بن شميل، ويعلي بن عبيد. روى عنه الحسن بن سفيان. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالمدينة بمصر، وروى عنه أبو زرعة، ومات بها في سنة سبع وأربعين ومئتين.
وزرت قبره بنسا، وأتممت عند قبره قراءة كتاب " الآداب " من تصنيفه.
تمنها أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي، صاحب كتاب " السنن ". إمام عصره، سكن مصر مدة، وانتشرت بها تصانيفه. حدث عن قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر وغيرهما. توفي سنة ثلاث وثلاثمئة، قيل: بمكة، وقيل: بالرملة.
وابنه عبد الكريم بن أحمد النسائي: من أهل مصر، ولد بمصر في صفر سنة سبع وسبعين ومئتين، وتوفي بها سنة أربع وأربعين وثلاثمئة.
وعبد الله بن وهب النسائي: شيخ دجال، يضع الحديث على الثقات، ويلزق الموضوعات بالضعفاء. يروي عن يزيد بن هارون وأهل العراق. لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه.
قال أبو حاتم بن حبان: وهو شيخ ليس يعرفه كل إنسان إلا من تتبع الضعفاء والتنقير عن