نفقتك فدفعته إلى بعض الناس وأخذت بدله بياضا. قال الخطيب: روى المفيد الموطأ عن عبد الله العبد عن القعنبي فأشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته وذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.
وكانت ولادته ببغداد سنة أربع وثمانين ومائتين ووفاته بجرجرايا في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو علي الحسين بن سابور الطبري المفيد كان يفيد من الشيوخ، وكان من أهل العلم والقرآن صالحا سديد السيرة سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو علي الطبري المفيد بنيسابور كان من القراء العباد المجتهدين في صيام النهار وقيام الليل، ورد نيسابور أيام الشرقي، وكان يفيد سنين، ثم خرج بعد وفاة أبي عبد الله الصفار سنة تسع وثلاثين إلى مرو وسكنها فدخلتها سنة ثلاث وأربعين وهو يفيد عن أبي العباس المحبوبي وأبي الحسن السني أقمت بها سبعة أشهر ولعله لم يفارقنا ثم جاءنا نعيه من مرو، ومات بها في رجب من سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن موسى المفيد الحافظ، من أهل نيسابور يعرف ببغداد بجعفرك المفيد وبالشام بجعفر النيسابوري، وكان سكن الشام. سمع بنيسابور محمد بن يحيى وأحمد بن حفص وعلي بن الحسن (الذهلي) وعبد الله بن هاشم وأحمد بن يوسف السلمي وأبا الأزهر وبالعراق علي بن حرب والحسن بن عرفة وبالشام محمد بن عوف الحمصي ويوسف بن سعيد بن مسلم وبمصر بكار بن قتيبة وأحمد بن طاهر بن حرملة. روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وأبو بكر بن أبي دارم الكوفي وسمعا منه بالكوفة وأبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ (وأبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ السبيعي سمعا منه بحلب وأبو القاسم عبد الله بن محمد الجرجاني سمع منه بحران وأبو الحسن أحمد بن محبوب الرملي. حدث عنه بمكة وسمع منه ببيت المقدس). قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة ومشايخنا الحفاظ المجودون وهو علي جميع الأحوال ثقة مأمون حجة توفي بحلب سنة سبع وثلاث مئة.
ومحمد بن حاتم الجرجرائي المفيد المعروف بجبي يروي عن ابن المبارك وغيره روى عنه جعفر بن محمد بن الحجاج القطان الرقي. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال:
(قدمنا جرجرايا وكان خالي إسماعيل معي وهو مريض وكان بها محمد بن حاتم فاشتغلت بعلة خالي ولم أسمع منه و) كان صدوقا.