هذه النسبة إلى قرية من نواحي قرطبة من بلاد الأندلس من المغرب من أعمال شقورة (1) منها صاحبنا ورفيقنا وصديقنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن المرادي الفرغليظي ورد نيسابور وتفقه على محمد بن يحيى وكان جميل السيرة متعبدا ناسكا كثير العبادة والخير، سمع معنا الكثير وقبلنا من شيوخنا وحصل كتب الامام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. نسخا وتوريقا وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لأبي إسحاق الثعالبي وشاهدت منه أحوالا سنية قلما تتفق في أحد ثم صادفته بنيسابور لما انصرفت من الرحلة وكان قد انتقل من المدرسة إلى جوار عبد الرحمن الإكافي رحمهما الله وخرج بعد ذلك إلى الحجاز عازما على الانصراف إلى بلاده فرجع عنها لفساد بلاد المغرب وظهور واحد يدعي الملك فخرج إلى الشام وسكن مدة دمشق ثم انتقل إلى حماة ثم إلى حلب. وتوفي بها في عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة وكانت ولادته قبل الخمس ولعله بلغ الخمسين وما جوزها.
الفرغولي: بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة. هذه النسبة إلى فرغول وظني أنها قرية من قرى دهستان (2) والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرغولي نزيل مرو وولد بدهستان ونشأ بجرجان وتفقه بنيسابور وسكن مرو إلى حين وفاته وكان أديبا فاضلا متكلما عالما باللغة بصيرا بالنحو، صحب الأئمة القشيرية وانتسب إليهم في التصوف وكان قد اشتغل بعلم الأوائل مدة ثم ترك ذلك وكان له مال قد حصله من كل جنس فصار يرد المظالم ويتصدق منه ويخرج الزكوات سمع بدهستان: أبا أحمد (عبد) الحليم بن محمد بن عبد الحليم القصاري وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي وبجرجان أبا تميم كامل بن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي وبنيسابور أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الأنصاري وبمرو جدي الامام أبا المظفر السمعاني وطبقتهم، كتبت عنه الكثير، وسمع منه القدماء وجماعة من شيوخه، فإنه أنشدني هذين البيتين (لبعض) الاعراب: [من الطويل]: