الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٦٢
الدوري، وحميد بن مسعدة البصري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، روى عنه عبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو الحسن الجراحي القاضي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين وجماعة، وكان أحد ندماء المعتضد، وحكى عنه أنه قال: أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء، فلما هدأت العيون أحسسنا بفتح الأبواب، فارتاعت الجماعة وجلسنا في فرشنا، فدخل إلينا خادم خدم المعتضد فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة بعد انصرافكم، فعملت:
ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفر والمزار بعيد وقد ارتج علي تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي الجماعة كل شاعر مجيد مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة، فقلت مبتدرا لهم:
فقلت: لعيني: عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود فرجع الخادم إليه بهذا الجواب، ثم عاد إلي فقال: أمير المؤمنين يقول لك: أحسنت، وأمر لك بجائزة، ومات في سنة تسع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة.
وأبو بكر هبة الله بن الحسن بن محمد بن الفضل بن إسماعيل بن سعيد بن معبد بن يونس بن المشعل بن عبد الله بن الأسود بن سعيد بن علقمة بن عوف بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الأديب النحوي العلامة الفارسي المعروف بالعلاف، من أهل شيراز، كان إماما فاضلا وشاعرا بارعا، ورد خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، سمع حماد بن مدرك، وإبراهيم بن حميد، وأحمد بن الأغر، ومحمد بن جعفر التمار، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الفارسي، وطبقتهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ لنيسابور " فقال:
العلامة أبو بكر الفارسي المعروف بالعلاف، كان من أفراد الزمان في عصره في أنواع العلوم، ورد نيسابور في جملة الفقهاء الذين خرجوا إلى بخارى للمصاهرة بين الأمير السديد وعضد الدولة، وذلك في سنة ستين وثلاثمائة، وكان أبو بكر الأديب قد قارب السبعين وما وخطه الشيب، حتى إني لما رأيته توهمته شابا، فكنت أقول: من هو أبو بكر العلاف؟ فأشاروا إلي إليه، وله في ذلك أشعار، وتوفي بشيراز في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وهو
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»