عن عبد، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المروزي، عن أبي بكر محمد بن فضل.
و " كتاب العالم والمتعلم " عن أبي بكر الوراق الترمذي، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي محمد الصفار، عن أبي بكر الوراق.
و " كتاب المبتدأ " بهذا الاسناد.
عبدان: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الذال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه الكلمة للامام أبي محمد عبد الله بن محمد بن عيسى المروزي المعروف ب " عبدان " الإمام الزاهد الحافظ الورع، أصله من جنوجرد ومسجده مشهور في فاصه (؟) سكة عبد الكريم، كان إماما في عصره بمرو، من أصحاب الحديث، وأول من حمل " مختصر المزني " إلى مرو، وقرأ علم الشافعي على المزني والربيع، وأقام بمصر سنين كثيرة. كان فقيها حافظا للحديث زاهدا.
وكان الأمير إسماعيل بن أحمد يتمنى لقاءه، وكان عبدان لا يدخل عليه إلى أن نوى عبدان الخروج إلى الحج. كما قال أبو ذر البخاري: صار إلي عبدان بن محمد وقال: أحب أن آتي الأمير إسماعيل بن أحمد وأدخل عليه. قال: فأكملت وأعلمت الأمير، فسر بذلك، وجاءني حتى دخلنا على الأمير، فرحب به ثم قال: إني أريد الخروج إلى الحج، وجئتك أستأذنك في ذلك. فاشتد ذلك على الأمير وقال: هل بلغك أني منعت أحدا من الحج حتى تحتاج إلى الاستئذان؟! فقال عبدان: ليس لهذا استأذنت، ولكن لان الله عز وجل قال:
(وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) إلى قوله: (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم) (1) وبلغني عنك العدل فأحببت أن أخرج بإذنك. قال:
فسر بذلك الأمير واستبشر، وبعث على يدي إليه: إما دراهم، وإما دنانير: قال: فحملت إليه، فلم يقبل وقال: لا حاجة لي في ذلك!
وكات خرجة عبدان هذه سنة سبع وثمانين ومائتين. وعن محمد بن عبد الله السني يقول: خرجت بخروج عبدان إلى الحج، فلما بلغنا نيسابور أخذ محمد بن إسحاق بن خزيمة يبعث إليه رقاع الفتاوي ويقول: لا أفتي ببلدة أستاذي بها!
وكان أول رحلة عبدان إلى قتيبة بن سعيد، ثم خرج سنة أربع (2) ومائتين، فسمع