محمد بن علي بن هارون الرشيد الرشيدي، بغدادي من أولاد هارون الرشيد، يروي عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وطبقته، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ أخبرنا أبو بكر الخطيب بقصر الريح أنا أبو محمد السمرقندي أخا بشر بن هارون أنا أبو سعد الإدريسي حدثني محمد بن محمد الرشيدي ثنا أحمد بن محمد بن يحيى العسكري سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لا تقلدون، ليس لأحد أن يقلد واحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون عبد الله بن هارون الرشيد الرشيدي، ولد بمكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وستين ومائتين، قدم مصر قديما وكف بصره قبل وفاته في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، حدث بمصر عن علي بن عبد العزيز بالموطأ عن القعنبي عن مالك، وعن الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني وطبقة نحوهما، وعن جماعة من أهل مصر أيضا، منهم أحمد بن شعيب النسائي، توفي بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا. وأما أبو عبد الله محمد بن محمود بن أحمد بن القاسم الرشيدي من أهل نيسابور أحد التجار المثرين وممن له الخير الكثير سمع بنيسابور وببغداد أبا طاب محمد بن محمد بن غيلان البزاز وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروي لي له عنه أبو طاهر السنجي بمرو محمد بن يحيى الحيري الامام بنيسابور، ومحمد بن الحسين الطبري بأهلم، وجماعة، وإنما قيل له الرشيدي فيما سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول بأصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي يقول سمعت عبيد الله بن الحسن - هو أبو نعيم بن أبي علي الحداد الحافظ - يقول: سألت محمد بن علي العطري التاجر عن سبب لقب أبي عبد الله الرشيدي؟ فقال سمعت أبي يقول: كان أبوه متوجها مجدودا في الأمور، وكان الناس يقولون له إنه رشيد، فوقع عليه هذا الاسم، ولقب بالرشيدي. وكانت ولادته سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ودفن بأعلى محلة ميدان زياد. وأما ابنه أبو المعالي محدود (1) بن محمد بن محمود الرشيدي، شيخ فاضل عارف بالأدب واللغة وكان قد نظر في كتب الأوائل ووقع في ضلالتهم ووقف كتبه في الجامع المنيعي واحترق جميع كتبه في الخزانة التي في الجامع في فتنة الغز، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره، سمعت منه الأربعين لأبي عبد الرحمن السلمي بروايته عنه وكانت ولادته...
(٦٩)