الأنساب - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٤٧
وأبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن عامر الفقيه الصفار الأسفرايني، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: قد كان أكثر مقامه في البلد قديما، ثم انصرف من الرحلة ولزم وطنه قصبة إسفراين، وهو مفتيها وفقيهها وعالمها إلى أن توفي، وكان أحد المذكورين بالتقدم من الشافعيين، سمع بخراسان: أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا عوانة الأسفرايني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وبالعراق: أبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وطبقتهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
والحاكم أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين بن السري بن برد خسرو بن سيسويه بن سابور الصفار الفقيه، وسابور جده الأعلى الذي بنى نيسابور. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: هو من أصحاب المروزي - يعني أبا إسحاق - والمناظرين من فقهائنا، ومن أكابر المدرسين بنيسابور، وصبر عليه، فإنه تخرج به جماعة من الشباب، ثم إنه طلب العمل فقلد أعمالا لا تليق بعلمه وتقدمه، وبقي ببخارى سنين، ثم عاد على كبر السن إلى وطنه وقد أخذ السوق الذي كان له أقرانه، وتوفي بتلك القصبة. سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج سمع منه أكثر مصنفاته، وسمع بالعراق أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي وغيرهم. قال: وتوفي في شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة، وهو ابن تسعين سنة.
وأبو نصر إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم بن أقلت بن عقبة بن يزيد بن سلمة بن رؤبة بن خفاثة بن وائل بن هيصم بن ذبيان الأديب الصفار البخاري، من أهل بخارى، له بيت في العلم إلى الساعة ببخارى، ورأيت من أولاده جماعة. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو نصر الفقيه الأديب الصفار، قدم علينا حاجا، وما كنت رأيت ببخارى في سنة في حفظ الأدب والفقه، وقد طلب الحديث في أنواع من العلم، وأنشدني لنفسه من الشعر المتين ما يطول شرحه، ثم قال: أنشدني إسحاق بن أحمد بن شيث الفقيه لنفسه: العين من زهر الخضراء في شغل * والقلب من هيبة الرحمن في وجل وذكر قطعة تشتمل على سبعة أبيات. قلت: وسكن أبو نصر هذا مكة وكثرت تصانيفه
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»