الأنساب - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٩
أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي. روى عن عثمان وعلي رضي الله عنهما.
وعبد القاهر بن السري السلمي.
وأحمد بن يوسف السلمي.
وأخوه عبد الله بن يوسف من أهل نيسابور. روى عن أحمد: مسلم بن الحجاج، وأبو عوانة الأسفراييني.
وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد السلمي، من مريدي أبي عثمان الحيري أحد المشايخ الكبار. سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وبالري محمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وجماعة سواهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وآخر من حدث عنه أبو حفص بن مسرور، وذكره الحاكم في " التاريخ " فقال: أبو عمرو شيخ عصره في التصوف والمعاملة، وأسند من بقي بخراسان في الرواية في وقته، قد كان ورث من آبائه أموالا كثيرة، حبس لنفسه القوت الذي يتعيش به من ورائه، وأنفق سائرها على مشايخ الزهد والعلماء، حتى لقد بلغني أنه أجلس بعض المشايخ في كثبة في البادية، ومشى راجلا، واتفق أن أبا عثمان الحيري طلب شيئا لبعض الثغور، فتأخر ذلك، فضاق به ذرعا، وبكى على رؤوس الناس، فجاءه أبو عمرو بن نجيد بعد العتمة ومعه كيس فيه ألفا درهم، فقال: يجعل هذا في الوجه الذي تأخر اليوم، وهو له، ففرح أبو عثمان ودعا له، فلما جلس أبو عثمان للمجلس قال: أيها الناس لقد رجوت لأبي عمرو بما فعل، فأنه ناب عن الجماعة في ذلك الامر، وحمل كذا وكذا، فجزاه الله خيرا، فقام أبو عمرو على رؤوس الناس وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي غير راضية، فينبغي أن ترد علي لأردها إليها، فأمر أبو عثمان بذلك الكيس فأخرج، وردها إليه، فلما جن عليه الليل جاء إلى أبي عثمان في مثل ذلك الوقت وقال: يمكن أن يجعل هذا في ذلك الوجه من حيث لا يعلم به غيرنا، قال: فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همة أبي عمرو، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وثلاثمائة ودفن بشاهنبر وهو ابن ثلاث، وتسعين سنة.
وسبطه ابن بنته أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي الصوفي، ونسب إلى جده لامه صاحب التصانيف للصوفية التي لم يسبق إليها، وكان مكثرا من الحديث وله رحلة إلى العراق والحجاز، وشيوخه أكثر من أن تذكر. روى عنه الحاكم
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»