بر بن بر - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في الصحابة من كتاب الثقات. وأحمد بن يزيد بن روح الداري، يروي عن محمد بن عقبة، روى عنه أبو عمير الرملي، يعد في أهل فلسطين، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سكن بيت المقدس، وهو من رهط تميم الداري. وسعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هندا الداري، يروي عن أبيه زياد عن جده زياد بن أبي هند عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل من لم يرض بقضائي - الحديث. وبهذا الاسناد حديث في فضل الزبيب، قال أبو حاتم بن حبان حدثنا بهما ابن قتيبة ثنا سعيد بن زياد في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد، تفرد بها سعيد، فلا أدري البلية فيها منه أو من أبيه أو من جده؟ لان أباه وجده لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد، والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به لان رواية الضعيف لا تخرج من ليس بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة لان ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان. وأما عبد الله بن كثير المقرئ الداري مقرئ أهل مكة - قرأت بنخشب في كتاب علل القراءات لأبي نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله المقرئ العراقي:
إنما قيل لعبد الله بن كثير: الداري، لان الداري بلغة أهل مكة العطار، فكان له أصحاب يضاربون عنه ويخلفونه وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح مثل الداري. وقال الشاعر:
إذا التاجر الداري جاء بفارة * من المسك راحت في مفارقهم تجري وإنما سمي داريا لأنه نسب إلى دارين وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب، ومن الناس من يقول: إنما سمي داريا لأنه كان عالما في هذه الصناعة وفي كلام العرب وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، والداري في كلام العرب مأخوذ من درى يدري دراية فهو دار، ومنهم من قال: إنما قيل له الداري لان الداري في كلام العرب صاحب مال ورب النعم كما قال الشاعر:
لبث رويدا يلحق الداريون * سوف ترى إن لحقوا ما يبلون أهل الحباب البدن المكفيون فقال وإنما سموه داريا لأنه مقيم في داره ومسجده في طاعة ربه عز وجل فنسب إلى الدار، لأنه كان مكفيا غير محتاج إلى تجارة أو إلى صنعة أو إلى عمل، وكان رب مال، وكان عمله الاخذ بالمسلمين كلام رب العالمين، وكان قد تصدق بجميع ماله مرارا، ولم يكن له شغل إلا العبادة، وكان يؤم بالصلوات الخمس في المسجد الحرام بالمسلمين حتى أتاه