الأنساب - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٧
الطوساني وغيرهم، روى عنه أعين بن جعفر بن الأشعث - وحافده إسماعيل بن عمرو بن محمد بن حامد بن الخرعوني، تكلموا فيه وفي رواياته، ومات سنة إحدى وثلاثمائة. وأخوه أحمد بن حامد الخرعوني، سمع مع أخيه محمد كتاب التفسير لأبي الحسين علي بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي السمرقندي، وكان أبو عبد الله محمد يقول سمعت الكتاب - يعني التفسير - والمشافهات مع أخي أحمد بن حامد بن علي بن إسحاق سنة مائتين وثلاث وثلاثين، وأربع وثلاثين، وخمس وثلاثين، فارتفع لنا في ثلاث سنين، وتوفي علي بن إسحاق سنة مائتين وسبع وثلاثين، وجهنا والدنا إلى سمرقند والوالدة معنا، كانت تغزل الصوف وتنفق علينا. وأبو عمران موسى بن الحارث الخرعوني، ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف، وقال: دخل نسف مرارا في صغره وكبره، وكان يختلف معي في كتاب الأدب إلى أبي علي المؤدب، وكان يتعلم مني الأدب، رحل إلى بلخ، وسمع من أبي نصر بن (أبي) شداد وغيره، يروي عنه اليوم أبو بكر محمد بن عبد الله النجار خطيب سمرقند، شاب.
الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة والراء والقاف المفتوحات وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرقان، وهي قرية في جبال بسطام كبيرة كثيرة الخير على طريق أستراباذ إن شاء الله، منها شيخ عصره وفريد وقته أبو الحسن علي بن أحمد الخرقاني، له الكرامات الظاهرة والأحوال السنية، كان قد راض نفسه وأجهدها، وكان ابتداء أمره أنه كان خربنده جايكري الحمار ويحمل الأثقال عليه، وكان يقول وجدت الله في صحبة حمار يعني كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الامر وسلك لي في هذا الطريق. قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدم بعض أقربائه ليتقدم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود! قدم من قدمه الله - قال بالعجمية: آنراكه خداي فرابيش كرده است بكويدت كه فرابيش آيد. ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه، وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدم يا غلام! فتقدم، فقال: يا محمود؟ تعرف هذا الغلام؟ فقال: لا، ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الأسود؟ قال: لعل يبلغ عددهم عشرة آلاف، فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قبله إلا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدم إليه صررا من الدنانير فما قبلها، فقال محمود: فرقها على أصحابك، فقال:
ما لشكر را بيستكاني داده أيم وتو أين بلشكر خويش ده - يعني أرزاق عسكرنا وأصحابنا أعدت لهم ووصلت إليهم، فأعد أنت هذا لعسكرك. مات الشيخ أبو الحسن الخرقاني (في) يوم
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»