الأنساب - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٢
أين كسرى كسرى الملوك أبو * ساسان أم أين قبله سابور وبنو الأضفر الملوك ملوك الروم * لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة * تجبى إلي والخابور شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد * الملك عنه فبابه مهجور وتذكر رب الخورنق إذ أشرف * يوما وللهدى تفكير سرة ماله وكثرة ما يملك * والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه فقال وما غبطة * حي إلى الممات يصير ثم (1) أضحوا كأنهم ورق * جف فألوت به الصبا والدبور ثم بعد الفلاح والملك والأمة * وارتهم هناك القبور والمقصود من هذه الأبيات بيت واحد وهو قوله: وأخو الحضر. ولكن ذكرت الأبيات لحسنها، والنسبة إليها حضري.
الحضري: بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحضر وهي مدينة بالجزيرة (2) من ديار بكر بناها الساطرون، وقيل الحضر بناحية الثرثار بناه الساطرون الذي دعا عليه أرميا وكان غزا بني إسرائيل بالأردن في أربعة آلاف من الجرامقة فمسخوا على دوابهم، ومكتوب على باب الحضر لا يهدم تلك المدينة شئ إلا حمامة ورقاء مطوقة بحيض جارية زرقاء بكر ترسل فتقع على حائط المدينة، وقيل إن قضاعة نزلت بالحضر في عدد كثير وملكهم الضيزن بن جهلة التزيدي وكانت قضاعة قد أغارت على فارس فأصابت أخت سابور بن سابور بن أردشير فسار سابور حتى أقام على الحضر أربع سنين ثم إن النضيرة بنت الضيزن عركت فأخرجت إلى الربض وكانت من أجمل أهل زمانها وسابور من أجمل أهل زمانه فعشقته فاحتالت في أبيها - والقصة طويلة - وقيل سارت سليح مع ضجعم بن حماطة وجماعة من قضاعة إلى مشارف الشام وأطرافها وملك العرب يومئذ ظرب بن حسان بن أذنية بن

(1) البيت الآتي مؤخر في الأغاني وغيرها عن تاليه.
(2) في اللباب " كذا قال السمعاني هذه الترجمة بفتح الضاد، وفي التي قبلها بسكون الضاد، وفرق بينهما، وهما واحدة بسكون الضاد لا غير. والعجب منه أنه يذكر في الترجمة الأولى بيت أبي داود أن صاحبه الساطرون ويذكر في الترجمة الثانية: بناء الساطرون. ومع هذا فيفرق بينهما، وقوله إنه بديار بكر فليس بصحيح إنما هو عند الثرثار من أعمال الموصل لا غير " ومما ذكره البكري من الشواهد قوله الأول:
أقفر الحضر من نضيرة بالمر * باع منها فجانب الثرثار
(٢٣٢)
مفاتيح البحث: الشام (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»