سليم والثوري وشبعة وأبو عوانة وابن المبارك ويزيد بن هارون وكان قد ولى القضاء بالمدائن في خلافة المنصور وحمل عنه حديث كثير، قال يحيى بن معين: عاصم الأحول كوفي وكان بالمدائن على الموازين والمكاييل - يعني يحيى - كأنه كان محتسبا، وإنما قال يحيى بن معين: كوفي - يعني كونه من الكوفة وأما أصله فكان بصريا وكان من الحفاظ، وقيل له: إن أيوب السختياني يروي عنك، فقال: ما زال أصحابي لي مكرمين، ومات عاصم سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومائة.
الأحلافي: بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى الاحلاف وهي بطن من كلب فإني سمعت جماعة من الكلبيين في برية السماوة وكنت إذا سألتهم عن أنسابهم يقول كل واحد منهم: فلان الأحلافي، وهم كانوا من كلب، والمشهور بهذه النسبة يعقوب الأحلافي المؤذن العجلي من أهل الكوفة، يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه سفيان الثوري. وأبو سلامة الفرات بن مليك الأحلافي كان دليلنا في برية السماوة وخفيرنا من كلب صحبته في تلك البرية ذات الطول والعرض فرأيت منه أشياء أعجبتني منها حسن أخلاقه وخدمته لنا ولأصحابه وكان يقطع تلك البرية في الليلة المظلمة ونزلنا يوما في موضع فقام ومضى إلى رمال قريبة منا وكان يرجع وفي حجره شئ فإذا هو أمناء من الشعير فسألناه عنها فقال: اجتزت بهذا الموضع عام أول أو شهر كذا فثقل علي الشعير لفرسي فخبأته ههنا، سمعت أبا سلامة ينشد لبعضهم ونحن في السماوة:
قد كيف شئت وسر على مهل * كل الجمال عليك يا جمل ولو أن ناقة صالح حملت * ما قد حملت لفاتها الاجل وعلي أن لا أشتكي كللا * ما دام فوقي ذلك الكلل (1)