((طلحة بن إياس بن زهير بن حيان العدوي)) أخبرني زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري أبو يعلى؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا ناهض بن سالم؛ قال: كان طلحة بن إياس على قضاء البصرة وذلك بعد عمر بن عامر.
فأخبرني عبد الله بن الحسين عن النميري عن خلاد بن يزيد قال: لما مات عمر بن عامر شاور سليمان بن علي البتي في قاض يوليه فاستعفاه من المشورة فأعفاه ثم بلغ البتي أن سليمان يميل في وهب بن سوار بن زهدم الجرمي وفي آخر فأتاه: إنك كنت شاورتنى في رجل توليه فاستعفيتك من ذلك وكان واسعا لي وخيل لي أنه لا يسعني اليوم وذلك أنه بلغني أنك تميل في فلان وفلان فإن كنت لا بد موليا فعليك بطلحة بن إياس العدوي فإنه رجل قد ولى فحمد فلما كان بعد ذلك كلمه معروف بن سويد أو بعض خاصة سليمان في أمر من الحكم فخالفه فأتى البتي فقال: ما رأيت مثل ما لقيت منك لقيه جليس من جليس قال: وما ذاك؟ قال: أتخطى القبايل والمساجد وأتخطى حلق المسجد حتى أجلس إليك فأشرت فوليت ثم سئلت ما لا يحل لي قال: فما منعك أن تفعل؟ قال: الله يمنعني ومخافته قال: الله! فوالله لا يزيدونك على أن عزلوك فتعود إلى ما كنت عليه قال: فوالله لكأنما كشف عن وجهي غطاء فمضى لرأيه يعدل.
وكان طلحة بن إياس قد تولى قضاء اليمامة للمثنى بن يزيد بن عمر ابن هبيرة محمد.
ثم ولى عباد بن منصور الثانية بسبب ما ذكرنا من أمر حماد الهرمزية. ومعروف بن سويد فلم يزل قاضيا إلى أن قام أبو جعفر فأقر سليمان بن علي على البصرة وعزل عباد عن القضاء وولى سوار بن عبد الله في سنة أربعين ويقال: في سنة ثمان وثلاثين.