أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٥٠
منهم محمد بن حرب الهلالي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعمر بن حبيب وعبد الله بن سوار فشخصوا فظن الناس أنهم أشخصوا ليختار منهم رجلا للقضاء فوافوا أمير المؤمنين بالنهروان وهو يريد خراسان فرد معاذا قاضيا وأجازه وكان الفضل بن الربيع يقوم بأمره ويحوطه فقال بعض الشعراء:
* قد قلت في الخمس الأولى ظعنوا * أمسى ليختار منهمو رجل * * قولا سيرويه عدة عرفوا * تصديق قولي وعدة جهلوا * * أما الهلالي فالثغور به * أولى إذا ما تحصل العمل * * مجرب سيد له شرف * لكل ما حملوه محتمل * * ولست أخشى عليه أن فحصوا * جهلا بحكم إذا هم سئلوا * * وابن حبيب وليس في عمر * عيب ولا فيه ان ولى فشل * * لكنه مترف مجانبه اللي * ن إذا ما تقدم الجدل * * فان يعد عاد قاضيا مرنا * له رجال جماعة نبل * * وهو أهل لها لسابقة * كانت له في القضاء إن فعلوا * * فإن ينلها محمد فهم أنصار دين الاله لم يزلوا * * وهو على كل ما يريد من العلم بفصل الأحكام مشتمل * * ولا عيى بفصل عرفهم * والجهل في الحكم ليس يحتمل * * لكنا قد نخاف حدته * والحد فيه الفساد والخبل * * وحبه قومه يخوفنا * فكلنا مشفق له وجل * * والعنبرى الذي بوالده * سوار في الناس يضرب المثل * * إن لم يعب عائب حداثته * صار اليه القضاء والجدل * * وحق فيه لقومه أمل * وربما أخطأ الفتى الأمل * * فان ينلها ينال ذو فهم * من معسر طالما بلوا وولوا *
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»