أبي عاصم؛ قال: جيء بخالد بن أبي عمران إلى أبي جعفر ليوليه القضاء؛ فامتنع عليه؛ فتهدده وأشمعه؛ وقال: أنت عاص؛ فقال له خالد إن الله يقول: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) فلم يسمهن عصاة حيث أبين حمل الأمانة وقال: (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)؛ فقال: اخرج فلا ترى منى خيرا؛ فلما أصحر إذا هو برجل حسن الوجه والثوب. طيب الريح؛ فقال له خالد: ساءك ما خاطبك به هذا؟ قال: نعم؛ قال: أما علمت أن العبد إذا لم يكن لله فيه حاجة نبذه إليهم.
((دعوة الرشيد ثلاثة من العلماء ليوليهم القضاء)) سمعت حميد بن الربيع يقول لنا: جيء بعبد الله بن إدريس وحفص ابن غياث ووكيع بن الجراح إلى هارون الرشيد؛ دخلوا ليوليهم القضاء؛ فأما ابن إدريس فقال:
السلام عليكم وطرح نفسه كأنه مفلوج؛ فقال هارون: خذوا بيد الشيخ: لا فضل في هذا وأما وكيع فقال: والله يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة ووضع إصبعه على عينه وعني إصبعه: فأعفاه هارون؛ وأما حفص فقال: لولا غلبة الدين والعيال ما وليت.
((قصة رجل سجن في الشطارة ثم سجن لامتناعه عن القضاء)) وزعم عمر بن محمد بن عبد الملك عن أبي السكين؛ قال: حدثني موسى بن سعيد بن سالم؛ قال: لقد رأيت في سجننا هذا يعني سجن