المعارف - ابن قتيبة - الصفحة ٦٥٦
سابور بن هرمز ذو الأكناف ولما هلك هرمز ولم يكن له ولد يجعلونه مكانه شق ذلك على الناس ثم سألوا عن نسائه فذكر لهم أن ببعضهن حملا فأرسلوا إليها أيتها المرأة أن المرأة التي قد قاست الحمل وتدبرت أمور النساء قد تعرف علامات الذكران وعلامات الإناث فأعلمينا الذي يقع عليه ظنك فيما في بطنك فأرسلت إليهم إني أرى من نضارة لونى وتحرك الجنين في شقى الأيمن مع يسير الحمل وخفته على ما أرجو أن يكون الجنين مع ذلك ذكرا فاستبشروا بذلك وعقدوا التاج على بطن تلك المرأة ولم يزالوا يتلومون حتى ولدت غلاما فسمى سابور وهو الملقب ب ذي الأكتاف ولم يزل الوزراء يدبرون أمور المملكة وينفذون الكتب إلى العمال ويجبون الخراج ويمضون الأعمال على ما كانت تجرى عليه وسابور طفل وذاع الخبر في أطراف الأرض بذلك وطمع فيهم وأقبل من كان يليهم من العرب من نواحي عبد القيس وكاظمة والبحرين فتغلبوا على أرض أسياف فارس ونخلها وشجرها وأكثروا الفساد وتواكل الفرس فيما بينهم فلم يوجهوا إليهم أحدا ولم يزل ملكهم يزداد ضياعا حتى طمع فيهم جميع أعدائهم فبينما سابور ذات ليلة نائم وقد أثغر وأيفع انتبه بأصوات الناس وضجتهم فسأل خدمة عن ذلك فأعلموه أن تلك أصوات من على الجسر من الناس وما يصرخ به المقبل منهم إلى المدبر ليتنحى له عن الطريق فقال وما دعاهم على احتمال هذه المشقة وهم يقدرون على حسم ذلك بأيسر المؤونة
(٦٥٦)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 661 ... » »»