المعارف - ابن قتيبة - الصفحة ٦٣٥
ذلك فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا وأراد إخرابها فقام إليه رجل من اليهود قد أتت له مائتان وخمسون سنة فقال له أيها الملك مثلك لا يقتل على الغضب ولا يقبل قول الزور وأمرك أعظم من أن يطير بك نزق أو يسرع بك لجاج وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية قال ولم قال لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل يخرج من عند هذه البنية يعنى البيت الحرام فكف تبع عن ذلك ومضى يريد مكة ومعه هذا اليهودي ورجل آخر من اليهود عالم وهما الحبران فأتى مكة وكسا البيت وأطعم الناس وهو القائل خفيف * فكسونا البيت الذي حرم الله * ملاء معضدا وبرودا * ويقول قوم إن قائل هذا هو تبع الأوسط ثم رجع إلى اليمن ومعه الحبران وقد دان بينهما وآمن بموسى وما نزل في التوراة وبلغ ذلك أهل اليمن فاختلفوا عليه وامتنعوا عن متابعته على دينه فحاكمهم إلى النار بأن دخلها الحبران وقوم منهم فأحرقتهم وسلم الحبران والتوراة فانقادوا له وتابعوه فبذلك دخلت اليهودية اليمن وتبع هذا هو الذي عقد الحلف بين اليمن و ربيعة وكان ملكه ثمانيا وسبعين سنة مرثد بن عبد كلال ثم ملك بعده مرثد بن عبد كلال وهو أخو تبع لأمه وكان ذا رأى وبأس وجود وبعده تفرق ملك حمير فلم يعد ملكهم اليمن وأهلها وكان ملكه إحدى وأربعين سنة
(٦٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 630 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 ... » »»