المعارف - ابن قتيبة - الصفحة ٤٣٩
وكان سبب تسييره أن حمران بن أبان كتب فيه أنه لا يأكل اللحم ولا يغشى النساء ولا يقبل الأعمال يعرض بأنه خارجي فكتب عثمان إلى أبن عامر أن أدع عامرا فإن كانت فيه هذه الخصال فسيره فسأله فقال أما اللحم فإني مررت بقصاب يذبح ولا يذكر أسم الله فإذا اشتهيت اللحم اشتريت شاة فذبحتها وأما النساء فإن لي عنهن شغلا وأما الأعمال فما أكثر من تجدونه سواي فقال له حمران لا أكثر الله فينا أمثالك فقال له عامر بل أكثر الله فينا من أمثالك كساحين وحجامين أبو مسلم الخولاني هو من أهل الشام واسمه عبد الله بن ثوب وهو الذي دخل على معاوية فقال له السلام عليك أيها الأمير وكلمه بكلام في الرعية وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية حدثني أبو حاتم السجستاني قال حدثني الأ صمعي قال حدثني عمران بن حدير عن رجل من أهل الشام قال قال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبى مسلم قالوا ما أحسن رأينا فيه وأخذنا عنه قال إن أزهد الناس في العالم أهله وإن مثل ذلك مثل الجنة تكون في القوم فيرغب فيها الغرباء ويزهد فيها القرباء فبينا ذلك إذا غار ماؤها فأصاب هؤلاء منفقها وبقى هؤلاء يتفكنون أي يتندمون
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»